التسويق بواسطة الفيديوهات أصبح أحد أبرز الاتجاهات في عالم الأعمال الرقمية. لقد أثبتت الدراسات أن الفيديوهات تجذب الانتباه بشكل أكبر من النصوص والصور التقليدية. فالناس يميلون إلى مشاهدة المحتوى المرئي، ما يعزز من فعالية رسائل العلامات التجارية.

التسويق بواسطة الفيديوهاتالتسويق بواسطة الفيديوهات

في عالم التسويق الرقمي المتسارع الذي نعيشه اليوم، أصبحت الفيديوهات أكثر من مجرد وسيلة ترفيهية أو أداة للتواصل الاجتماعي، بل تحولت إلى ركيزة أساسية في استراتيجيات التسويق الحديثة. فالمحتوى المرئي يجذب الانتباه بسرعة، ويخاطب العاطفة والعقل معًا، ويترك أثرًا أعمق بكثير من النصوص أو الصور الثابتة. لهذا السبب لم يعد التسويق بالفيديو مجرد خيار إضافي للشركات والعلامات التجارية، بل أصبح ضرورة ملحة للبقاء في دائرة المنافسة وتحقيق الانتشار الواسع.

عند النظر إلى الإحصائيات الحديثة، نلاحظ أن غالبية مستخدمي الإنترنت يفضلون مشاهدة الفيديوهات على قراءة النصوص الطويلة، بل إن منصات مثل يوتيوب وتيك توك وإنستجرام ريلز أصبحت الوجهة الأولى للجماهير لاكتشاف المنتجات والخدمات والتفاعل مع العلامات التجارية. هذا التحول في سلوك الجمهور جعل الفيديوهات قناة أساسية لبناء الثقة، وإيصال الرسائل التسويقية بطريقة إبداعية ومؤثرة.

التسويق عبر الفيديو يتميز بقدرات استثنائية في تبسيط المعلومات وتقديمها في صورة مرئية ممتعة، سواء كان ذلك من خلال مقاطع قصيرة للترويج السريع، أو فيديوهات توضيحية طويلة تسرد قصة العلامة التجارية أو تشرح تفاصيل المنتجات. هذه المرونة جعلت الفيديوهات أداة مثالية تصلح لمختلف أنواع الحملات: من التسويق التوعوي إلى الإعلانات المباشرة، ومن إطلاق المنتجات الجديدة إلى حملات التفاعل مع الجمهور.

ما يميز الفيديوهات أيضًا هو قدرتها على الانتشار الفيروسي. فالفيديو الجذاب يمكن أن ينتشر بسرعة البرق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يضاعف من فرص وصول العلامة التجارية إلى شرائح جديدة من الجمهور دون تكلفة إضافية كبيرة. ومع خاصية المشاركة والتفاعل الفوري، يصبح الجمهور نفسه شريكًا في عملية التسويق، حيث يساهم في نشر الفيديو وتعزيز تأثيره.

من جهة أخرى، تسهم الفيديوهات في بناء علاقة قوية مع الجمهور. فحين يشاهد المستهلك محتوى مرئيًا يحمل رسالة إنسانية، أو قصة ملهمة، أو حتى أسلوبًا مبتكرًا في عرض المنتج، فإنه يشعر بالقرب من العلامة التجارية ويكوّن انطباعًا إيجابيًا عنها. هذا النوع من التواصل العاطفي يمثل حجر الأساس في تحقيق الولاء للعلامة التجارية، وهو ما يصعب تحقيقه عبر النصوص الجامدة أو الصور وحدها.

ولم يعد التسويق بالفيديو مقتصرًا على الشركات الكبرى فقط، بل أصبح متاحًا للجميع بفضل التطور التكنولوجي وأدوات التصوير والتحرير منخفضة التكلفة. اليوم يمكن لأي شركة صغيرة أو رائد أعمال ناشئ أن يستخدم الفيديوهات لترويج منتجاته وخدماته بطرق إبداعية، وبإمكانه الوصول إلى جمهور عالمي من خلال ضغطة زر واحدة.

كما أن الفيديوهات تدعم جهود تحسين محركات البحث (SEO)، إذ إن محركات البحث تفضل المحتوى المرئي، وتعطيه أولوية في نتائج البحث. هذا يعني أن إدراج الفيديوهات في المواقع الإلكترونية وصفحات الهبوط يعزز فرص الظهور وزيادة الزيارات العضوية، مما يرفع من معدلات التحويل والبيع.

إضافة إلى ذلك، أثبتت الدراسات أن معدل التفاعل مع الإعلانات المرئية أعلى بكثير من الإعلانات التقليدية، وأن الجمهور يميل إلى تذكر رسالة الفيديو لفترة أطول. هذا ما يجعل التسويق بالفيديو أداة فعّالة لزيادة معدل الوعي بالعلامة التجارية وتعزيز صورة الشركة في ذهن الجمهور.

وباختصار، يمثل التسويق بواسطة الفيديوهات ثورة حقيقية في عالم التسويق الإلكتروني، فهو يجمع بين القوة البصرية والتأثير العاطفي والانتشار الرقمي السريع، ليمنح الشركات وسيلة فعّالة لتحقيق أهدافها التسويقية بكفاءة عالية. ومع استمرار تطور المنصات الرقمية وازدياد الاعتماد على المحتوى المرئي، يتضح أن المستقبل سيشهد اعتمادًا أكبر على الفيديوهات كأداة رئيسية للتسويق، الأمر الذي يجعل من الضروري لكل شركة أو رائد أعمال أن يدمج هذه الاستراتيجية في خططه التسويقية منذ الآن.

أهمية التسويق بواسطة الفيديوهات

في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبح التسويق بواسطة الفيديوهات أحد الأدوات الأساسية التي تعتمد عليها الشركات للتواصل مع جمهورها. فالناس يميلون أكثر إلى مشاهدة المحتوى بدلاً من قراءة نصوص طويلة، وهذا يزيد من فرص جذبهم وتحفيزهم على اتخاذ قرار الشراء. تُظهر الدراسات أن المحتوى المرئي يكون أكثر فعالية في جذب انتباه المستخدمين، حيث:

  • يساعد في إبراز رسالة العلامة التجارية: يتمكن الفيديو من توصيل المعلومات بسرعة وبوضوح، مما يساعد في تعزيز صورة الشركة.
  • يعمل على زيادة معدلات التفاعل: الفيديوهات تجذب مزيدًا من التفاعل مقارنة بالصور أو النصوص، سواء من خلال التعليقات أو المشاركات.
  • يدعم تحسين محركات البحث: بفضل الفيديو، يمكن تحسين ترتيب شركة معينة في نتائج البحث بسبب زيادة معدل الإقامة والاهتمام.

تأثير الفيديوهات على استراتيجية التسويق

يعتبر استخدام الفيديو في الاستراتيجيات التسويقية بمثابة إضافة قوية. يمكن أن يتجلى تأثيره في عدة جوانب:

  1. زيادة الوعي بالعلامة التجارية: الفيديوهات المبتكرة والجذابة يمكن أن تُساهم في نشر اسم العلامة التجارية على نطاق واسع.
  2. توجيه العملاء خلال قمع المبيعات: يمكن استخدام الفيديوهات التعليمية والترويجية لمساعدة العميل في اتخاذ قرار أكثر وعيًا.
  3. دعوة العملاء إلى العمل: عادةً ما تحتوي الفيديوهات على دعوات واضحة للإجراء، مثل الاتصال أو التسجيل أو الشراء، مما يسهل عملية البيع.

التسويق بواسطة الفيديوهات

التحضير للفيديو

اختيار مضمون جذاب

عند التحضير لإنشاء فيديو تسويقي، يعد مضمون الفيديو أحد أهم العناصر التي تحدد نجاحه. فاختيار موضوع يجذب الجمهور ليس مجرد خطوة عابرة، بل هو الأساس الذي سيبنى عليه كل شيء لاحقًا. للصيد في بحر الموضوعات المحتملة، يمكن التفكير في بعض النقاط:

  • معرفة الجمهور المستهدف: يجب أن تعكس المحتوى اهتمامات الجمهور. على سبيل المثال، إذا كنت تستهدف فئة الشباب، قد يكون المحتوى المتعلق بالتوجهات العصرية أو التقنيات الحديثة جذابًا لهم.
  • تحديد نوع الفيديو: من المهم تحديد فيما إذا كنت ترغب في إنتاج فيديو تعليمي، ترويجي، أو حتى قصة قصيرة. كل نوع له أسلوبه الخاص ومخاطبته الفريدة.
  • دمج العناصر الإنسانية: تستدعي بعض المواضيع دعوات شخصية، مثل قصص نجاح أو تحديات مر بها أشخاص حقيقيون، مما يضيف قيمة عاطفية للمحتوى.

التجهيزات الضرورية لتصوير الفيديو

بعد تحديد الموضوع، يبدأ التحضير الفعلي لتصوير الفيديو، ويتطلب ذلك بعض التجهيزات الضرورية لضمان نتائج مهنية:

  1. الكاميرا: لا تحتاج إلى كاميرا احترافية باهظة الثمن، فقد تكون الهواتف الذكية الحديثة كافية لإنتاج فيديو بجودة عالية.
  2. الإضاءة: الإضاءة الجيدة تعد عاملًا أساسيًا في جودة الفيديو. يمكن استخدام مصابيح LED أو الاستفادة من الضوء الطبيعي.
  3. المايكروفون: الصوت النقي هو جزء لا يتجزأ من التجربة المرئية. يمكن استخدام مايكروفونات صغيرة أو ميكروفونات لاسلكية حسب الحاجة.
  4. برامج التحرير: بعد التصوير، يأتي دور التحرير، حيث يمكن استخدام برامج تحرير مثل “Adobe Premiere” أو “Final Cut Pro” لتحسين الفيديو وجعله أكثر تناسقًا.

التسويق بواسطة الفيديوهات

انواع الفيديوهات التسويقية

الفيديوهات التعليمية

تعتبر الفيديوهات التعليمية من أحد أنواع المحتوى الإلكتروني الأكثر شعبية وفعالية في عالم التسويق. فهي لا تقتصر فقط على تقديم المعلومات، بل تساهم أيضًا في تطوير مهارات المشاهدين وفهمهم للموضوع المطروح. هذا النوع من الفيديوهات يمكن أن يكون له تأثير كبير في تعزيز مصداقية العلامة التجارية في نظر العملاء.

  • أهداف الفيديوهات التعليمية:
    • تثقيف الجمهور: تقديم معلومات مفيدة تساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة.
    • تعزيز العلامة التجارية: عندما تقدم شركة محتوى تعليمي، فإنها تُظهر Expertise واحترافية في مجالاتها.
    • زيادة الإثارة للتفاعل: المشاهدون أكثر احتمالاً لمشاركة المحتوى التعليمي المفيد مع الآخرين.

على سبيل المثال، عندما كانت شركتي تخطط لإطلاق منتج جديد، قررنا تصوير فيديو تعليمي يشرح كيفية استخدام المنتج. كان رد الفعل إيجابيًا للغاية، حيث تمت مشاركته على نطاق واسع بين العملاء المحتملين.

الفيديوهات الترويجية

من ناحية أخرى، تُعتبر الفيديوهات الترويجية أداة قوية للتسويق، حيث تهدف أساسًا إلى جذب انتباه العملاء وتحفيزهم على اتخاذ إجراء. هذه الفيديوهات تكون عادة قصيرة وجذابة، مُصممة لإبراز فوائد المنتجات أو الخدمات بشكل واضح.

  • خصائص الفيديوهات الترويجية:
    • وضوح الرسالة: يجب أن تكون الرسالة واضحة ومباشرة، حيث يسهل على المشاهد فهم العرض.
    • الاستفادة من عنصر القصص: استخدام سرد القصص لجذب الانتباه وإشراك المشاهدين.
    • دعوة إلى العمل: إنها تركز على تحفيز المشاهدين للقيام بفعل، سواء كان ذلك الشراء أو التسجيل.
التسويق بواسطة الفيديوهات

كيفية ترويج الفيديوهات

استخدام منصات التواصل الاجتماعي

تُعتبر منصات التواصل الاجتماعي من الأقوى والأكثر فعالية في ترويج الفيديوهات. فبفضل هذه المنصات، يمكنك الوصول إلى جمهور واسع ومتعدد الاهتمامات في أي وقت من اليوم.

  • اختيار المنصة المناسبة: يجب أن تسعى لتحديد أي منصة تتناسب مع جمهورك المستهدف.
    • فيسبوك: مناسب لمجموعة متنوعة من المحتوى، ويتيح لك إمكانية الوصول إلى جماهير متعددة.
    • إنستجرام: منصة تشهد تفاعلًا عاليًا مع المحتوى المرئي، لذا فإن القصص والفيديوهات القصيرة لها تأثير كبير.
    • يوتيوب: هو أقوى منصة لمقاطع الفيديو ويتيح لك استخدام أساليب مثل إعلانات الفيديو لجذب المزيد من المشاهدات.
  • استخدام الهاشتاجات: تتيح الهاشتاجات إمكانية تصنيف المحتوى وزيادة رؤية الفيديو. ابحث عن الهاشتاجات الشائعة والمناسبة.

تحسين الكلمات المفتاحية للفيديو

تعد تحسين الكلمات المفتاحية جزءًا أساسيًا من عملية الترويج. فعند تحسين الفيديو بطريقة صحيحة، يمكنك زيادة فرص ظهوره في نتائج البحث، مما يجعله متاحًا لعدد أكبر من المشاهدين.

  • اختيار الكلمات المفتاحية المناسبة: ابحث عن الكلمات التي يمكن أن يبحث عنها جمهورك المستهدف واستخدمها في عنوان الفيديو، وصف الفيديو، وعلاماته.
  • كتابة وصف جذاب: يجب أن يتضمن الوصف ملخصًا واضحًا لما يتضمنه الفيديو. هذه فرصة لتضمين كلمات مفتاحية إضافية.
  • تحليل المنافسين: لاحظ كيف يقوم المنافسون بتحسين مقاطع الفيديو الخاصة بهم واستلهم منهم.

قياس أداء الفيديوهات

متابعة عدد المشاهدات

تُعد متابعة عدد المشاهدات أحد العناصر الأساسية لقياس أداء الفيديوهات. فعدد المشاهدات هو مؤشر سريع يعبر عن مدى وصول الفيديو إلى الجمهور ومدى اهتمامهم بالمحتوى المقدم. وبالتالي، فإن فهم هذه القاعدة يمكن أن يساعدك في تشكيل استراتيجياتك المستقبلية.

  • تحليل البيانات: يمكن للمستخدمين الاستفادة من أدوات التحليل المتاحة في منصات مثل يوتيوب وفيسبوك للحصول على البيانات الدقيقة حول عدد المشاهدات.
  • تنسيق النجاح: عدد المشاهدات وحده ليس كافيًا، بل يجب أن يتم تقييمه بجوانب أخرى. على سبيل المثال، كيف يقارن عدد المشاهدات بأهداف الفيديو؟ هل كانت هناك زيادة ملحوظة مقارنة بالفيديوهات السابقة؟

تحليل معدل التفاعل مع الفيديو

بينما يعطي عدد المشاهدات فكرة عامة عن مدى أسلوب جذب الفيديو، فإن تحليل معدل التفاعل يمدك برؤية أعمق حول كيفية استجابة الجمهور لمحتواك. يمثل معدل التفاعل مجموعة من الأنشطة مثل الإعجابات، التعليقات، والمشاركات.

  • الأهمية: كلما زادت نسبة التفاعل، زادت فرص انتشار الفيديو بشكل أكبر. التفاعل الجيد يشير إلى أن المحتوى قد أحدث صدى إيجابي لدى المشاهدين.
  • تقييم التعليقات: يمكن مراجعة التعليقات لتحديد الآراء، الملاحظات أو الانتقادات الج constructive. هذه المُلاحظات تعتبر أدوات تحليل قيمة.
  • قياس الاستجابة: يمكن تقييم كيف استجاب جمهورك لدعوات العمل (Call to Action) في نهاية الفيديو، مثل التسجيل، الشراء، أو زيارة الموقع.

أقرا ايضا ما هي الكلمات المفتاحية المناسبة لمشروعي

لقد أثبت التسويق بواسطة الفيديوهات أنه أداة قوية وفعالة في العصر الرقمي. تسعى الشركات إلى الاستفادة من هذه الوسيلة لزيادة الوعي بعلاماتها التجارية وتحقيق أهدافها التسويقية. وفي ظل التطورات التكنولوجية السريعة، يجب على الشركات أن تظل مرنة وتتكيف مع الاتجاهات الجديدة في عالم التسويق.

بعد استعراض الأبعاد المختلفة للتسويق بواسطة الفيديوهات، يمكن القول بثقة إن هذه الأداة أصبحت اليوم أحد الأعمدة الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في أي استراتيجية تسويقية ناجحة. فقد أثبتت الفيديوهات أنها وسيلة تجمع بين الإبداع والتأثير والإقناع، وأنها قادرة على تحقيق نتائج ملموسة تتفوق على الكثير من أساليب التسويق الأخرى.

أهمية التسويق بالفيديو تكمن أولًا في قدرته على جذب الانتباه في زمن السرعة. ففي عالم يزدحم بالمعلومات والإعلانات، يظل الفيديو هو القادر على خطف العين والأذن معًا، ومن ثم ترك انطباع أولي قوي يصعب تجاهله. وبفضل عناصره البصرية والسمعية، يستطيع الفيديو أن يبني جسرًا من التواصل الفوري مع الجمهور، وهو ما يفتقده المحتوى النصي أو البصري الثابت.

ثانيًا، الفيديوهات تتمتع بميزة القدرة على سرد القصص. فالقصص هي اللغة التي يفهمها البشر عبر العصور، وهي الوسيلة المثلى لإيصال القيم والأفكار. من خلال قصة ملهمة أو مشهد بسيط من الحياة اليومية، يمكن للعلامة التجارية أن ترسخ نفسها في ذاكرة الجمهور وتخلق معه رابطة عاطفية. وهذا الارتباط العاطفي هو ما يحول المشاهدين إلى عملاء، والعملاء إلى داعمين أوفياء للعلامة التجارية.

ثالثًا، لا يمكن تجاهل دور الفيديوهات في زيادة معدلات التحويل والمبيعات. الدراسات التسويقية أظهرت أن العملاء أكثر استعدادًا لاتخاذ قرار الشراء بعد مشاهدة فيديو يشرح المنتج أو يوضح مزاياه. فالرؤية أوضح من القراءة، والمشاهدة أكثر إقناعًا من الوصف. وهذا يفتح الباب أمام الشركات لتعزيز أرباحها عبر استثمار بسيط في إنتاج محتوى مرئي احترافي.

رابعًا، الفيديوهات تساعد بشكل مباشر في تعزيز الوجود الرقمي للعلامات التجارية. فمحركات البحث تفضل الصفحات التي تحتوي على محتوى مرئي، وتمنحها ترتيبًا أعلى في نتائج البحث. كذلك، منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستجرام وتيك توك تعطي أولوية للمحتوى المرئي عند عرضه للمستخدمين. هذا يعني أن الفيديوهات لا تقتصر فوائدها على التفاعل المباشر فقط، بل تساهم أيضًا في رفع مستوى الظهور والوصول إلى جمهور أوسع.

خامسًا، يجب الإشارة إلى أن الفيديوهات تتيح للشركات فرصًا متعددة للإبداع. يمكن إنتاج فيديو قصير مدته ثوانٍ معدودة ليحاكي سرعة انتباه الجمهور، أو فيديو توضيحي أطول لتفصيل المزايا، أو حتى فيديو مباشر للتفاعل الفوري مع المتابعين. هذه المرونة تجعل الفيديوهات أداة قابلة للتكيف مع مختلف الأهداف التسويقية والشرائح المستهدفة.

ومع ذلك، لا يخلو التسويق بالفيديو من تحدياته الخاصة. فالإبداع يحتاج إلى تخطيط جيد، والإنتاج الاحترافي يتطلب استثمارًا في الوقت والمال. كما أن المنافسة في هذا المجال أصبحت شرسة، حيث تتدفق ملايين الفيديوهات يوميًا على المنصات الرقمية، مما يجعل التميز أمرًا صعبًا ما لم يكن هناك محتوى أصيل ومختلف. لذلك، فإن النجاح في هذا المجال يحتاج إلى الجمع بين الفكرة المبتكرة والجودة التقنية والاستراتيجية الذكية للتوزيع.

لكن على الرغم من هذه التحديات، تظل النتائج التي يحققها التسويق بالفيديو أكبر بكثير من العوائق التي قد تعترض طريقه. فالمردود الملموس على مستوى التفاعل، والوعي بالعلامة التجارية، وزيادة المبيعات يجعل من هذه الأداة استثمارًا مضمون العائد لأي شركة أو مؤسسة تسعى إلى النمو والتوسع.

كما أن التطور المستمر للتكنولوجيا يسهل من استخدام الفيديوهات يومًا بعد يوم. فاليوم لم يعد إنتاج الفيديو يتطلب استوديو ضخمًا أو معدات باهظة، بل يمكن إنجاز محتوى مؤثر باستخدام هاتف ذكي وبرامج تحرير بسيطة. هذا التطور يفتح الباب أمام الجميع، من الشركات العملاقة إلى المشاريع الناشئة، للاستفادة من قوة الفيديوهات في التسويق.

يمكن القول إن التسويق بالفيديوهات ليس مجرد اتجاه عابر، بل هو مستقبل التسويق الإلكتروني. إنه الوسيلة التي تجسد مبدأ “الصورة بألف كلمة”، وتضيف إليه الحركة والصوت والعاطفة. إنه الأداة التي تعكس روح العصر الرقمي، وتستجيب لتطلعات جمهور يبحث عن محتوى سريع، ممتع، ومؤثر.

لذلك، فإن الشركات التي تسعى للتميز والنجاح في السوق الرقمي يجب أن تجعل من الفيديوهات جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها التسويقية. ومن لا يدرك قيمة هذه الأداة اليوم، قد يجد نفسه غدًا خارج دائرة المنافسة، لأن العالم يتجه بسرعة نحو المحتوى المرئي كوسيلة أولى للتواصل والتأثير والإقناع.

وباختصار، التسويق بواسطة الفيديوهات هو الجسر الذي يربط العلامات التجارية بجمهورها في العصر الرقمي، وهو المفتاح لتحقيق الانتشار الواسع، وبناء الثقة، وزيادة الأرباح. ومع استمرار التطور في هذا المجال، فإن المستقبل يعد بمزيد من الفرص والإمكانات التي ستجعل الفيديوهات أكثر قوة وتأثيرًا في عالم التسويق.

أن التسويق بواسطة الفيديوهات لم يعد مجرد خيار إضافي تلجأ إليه الشركات عند التفكير في تنويع أدواتها التسويقية، بل أصبح عنصرًا محوريًا لا غنى عنه في أي خطة تسويقية تسعى للتميز والتأثير. فالفيديو هو الأداة التي تجمع بين الإبداع، والتقنية، والتأثير النفسي، ليقدم محتوى متكاملًا يخاطب الحواس ويترك أثرًا طويل الأمد في عقول وقلوب المشاهدين.

تنبع أهمية التسويق بالفيديو أولًا من قدرته الفريدة على الجمع بين الصورة والصوت والحركة في قالب واحد يختصر الرسالة التسويقية ويجعلها أكثر وضوحًا وسهولة للفهم. في زمن يزداد فيه زخم المعلومات ويقل فيه تركيز الجمهور، يصبح الفيديو هو الأداة المثالية للفت الانتباه وإيصال الأفكار بشكل سريع وممتع. فلا عجب أن الإحصائيات تؤكد أن المستهلكين يتفاعلون مع الفيديوهات أكثر من أي نوع آخر من المحتوى، وأنهم يميلون إلى تذكر الرسالة المرئية لفترة أطول مقارنة بالنصوص أو الصور الثابتة.

إضافة إلى ذلك، يتيح الفيديو للشركات سرد القصص بطريقة مؤثرة. والقصة كما هو معروف هي أقوى وسيلة للتأثير في سلوك الإنسان؛ فهي تجعل المشاهد يعيش التجربة بدلًا من مجرد استيعاب المعلومات بشكل سطحي. عندما تشاهد قصة قصيرة تلخص رحلة عميل مع منتج أو تصور معاناة تنتهي بحل يقدمه منتج معين، فإنك لا تتلقى المعلومات فحسب، بل تشعر بها وتتفاعل معها على المستوى العاطفي. هذا التفاعل هو ما يحوّل الفيديو من مجرد إعلان إلى رسالة إنسانية تبني الثقة وتعزز الولاء.

كذلك، يلعب التسويق بالفيديو دورًا كبيرًا في زيادة نسب التحويل والمبيعات. فالفيديو الذي يشرح كيفية استخدام المنتج أو يوضح مميزاته عمليًا يزيل الغموض من ذهن المستهلك ويزيد من احتمالية اتخاذ قرار الشراء. بل إن الدراسات تشير إلى أن وجود فيديو تعريفي في صفحة المنتج يضاعف من احتمالية إتمام عملية الشراء. وهذا يوضح أن الفيديو ليس مجرد أداة للترويج بل هو جزء من رحلة العميل يساعده على الانتقال من مرحلة الوعي إلى اتخاذ القرار.

جانب آخر لا يقل أهمية هو أن الفيديوهات أصبحت عنصرًا داعمًا في مجال تحسين محركات البحث (SEO). فمحركات البحث تعطي الأولوية للصفحات التي تحتوي على محتوى مرئي، مما يعني أن الشركات التي تدمج الفيديو في مواقعها الإلكترونية أو مقالاتها تزيد من فرص ظهورها في النتائج الأولى. كما أن مدة بقاء المستخدم في الصفحة تزداد عند وجود فيديو، وهو عامل آخر تعتمده محركات البحث لتقييم جودة المحتوى. وبذلك، لا يخدم الفيديو الهدف الترويجي المباشر فقط، بل يعزز أيضًا الحضور الرقمي المستدام للعلامة التجارية.

التعليقات معطلة.